مفتاح الصلاة
قال الله تعالى :{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" رواه البخاري.
إن معرفة الفقه ومعرفة الأحكام المتعلقة به أمر ضروريّ يحتاج إليه المسلم في كل وقت وفي كل يوم، لأن معرفة أحكام الطهارة من وضوء وغُسل وإزالة النجاسة وتطبيقها على الوجه الصحيح من أعظم مهمات أمور الدين، وذلك لأنه يترتب على الإخلال بها وعدم صحتها عدم صحة الصلاة التي عظمه الله أمرها، فهي أي الطهارة مفتاح الصلاة فإن أهمل طهارته أهمل صلاته، والصلاة هي أهم وأعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم فقّهنا في ديننا، وعلمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين
.
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد المبعوث إلى كافة الورى، وعلى ءاله وصحبه المقتفين ءاثار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما بعد: فقد قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّلوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [سورة النساء] أي أن الله فرض على المؤمنين أداء الصلاة في أوقاتها، وتوعّد تبارك وتعالى تاركها بالويل الذي هو العذاب الشديد بقوله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}[سورة الماعون] أي الويل لمن يؤخر الصلاة عن وقتها بغير عذر حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى، وهذا معنى السهو في هذه الآية.
والصلاة هي من أعظم أمور الإسلام الخمسة، قال عليه الصلاة والسلام: "بني الإسلام على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجّ البيتِ، وصومِ رمضان" رواه البخاري ومسلم.
ولما كانت الصلاة هي أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وصحتها متوقفة على أدائها كما أمر الله سبحانه وتعالى بأداء أركانها وشروطها وتجنّب مبطلاتها، قمنا بنشر هذه الرسالة في بيان أحكام الصلاة: أركانها وشروطها ومبطلاتها وغير ذلك، راجين من المولى عزّ وجلّ حسن الختام وأن يحشرنا مع الصديقين والشهداء، إنه على كل شىء قدير.