المدونات السعودية

من المفترض هذه الأيام أن تجد المدونات الكويتية مجال خصب لها للعديد من التدوينات التي ستصب في خانة الانتخابات التي تحصل هذه الأيام في مجلس الأمة وتغليب طرف على آخر وتمرير أسم على اسم وهي تدوينات سنحسد الأخ في الكويت عليها خصوصاً وان الأجواء الديمقراطية التي تسير فيها هذه الانتخابات تبدو أكثر سخونة عن السابق بعد قرار سمو أمير الكويت الشيخ صباح بحل البرلمان مؤخراً بعد الطريق المسدود الذي وصلت له العلاقة بين المجلس والحكومة
مثل هذه الانتخابات أنا على يقين أن المدونات الكويتية ستلعب فيها دور كبير ومؤثر خصوصاً بين جيل الشباب وستعطي لهذه الانتخابات نكهة خاصة مختلفة عن تلك التي نجدها في الصحف الكويتية .

الزميل المدون الكويتي باغي الشهادة كتب تدوينة تطرق فيها لجملة من الاختلافات بين المدون السعودي والمدون الكويتي كما يرى ومما جاء فيها

النقاشات الحادة معدومة بالمدونات السعودية فقط أحاسيس وأفكار وقصص، الكويتية تجد معارك وصراع ودبابات وصواريخ أرض جو بالنقاش.

أنا اعتقد أن الاستقطابات في المدونات السعودية لا يحددها الطابع السياسي الداخلي لسبب بسيط وهو عدم وجود حراك سياسي يمكن أن يشكل مثل هذه الظاهرة ، وبالتالي يتم التعويض عن هذا الأمر بالحراك السياسي الخارجي ، فيتم اللجوء لأي قضية خارجية وتبنى القناعات عليها وتدار الاختلافات من حولها ، مثلاً حرب لبنان الأخيرة وموقف حزب الله منها وجدت نوع من التباين بين بعض المدونات السعودية حول هذا الأمر وهو ما أدى لنقاش جدي أحياناً ، يعني أنا من جهتي كنت أميل للطرح القائل أن الأمر لا يعدو أن يكون خطأ سياسي قاتل من جانب حزب الله أدى لمجزرة صهيونية بحق بلد ضعيف ويفتقر للإمكانيات ، آخرون كان رأيهم أن الحرب قد قامت ولا مجال لتحميل الحزب الخطأ ويجب الوقوف معه وعدم محاسبته مطلقاً ، هذا الأمر لم أكن ألحظه فقط في المدونات السعودية ولكن حتى على مستوى المنتديات . وبالتالي كان الاستقطاب السياسي يأتي من عامل خارجي ، أمر آخر يشكل ظاهر استقطابية لدينا في المملكة وهو ربما امتداد لما للعامل الأول يتمثل في أن هناك انقسام في من يقف مع ما يسمى بمحور ( المقاومة ) ومن يفضل محور ( الاعتدال ) وفي كلا المحورين هناك دول وهناك منظمات ومن السهل أن تحدد إلى من يميل هذا المدون أو ذاك .

وبالتالي فالنقاشات الحادة عادة لا تقوى إلا إذا وجدت محفزات خارجية تدعمها وتقويها وتزيد من ضراوتها وفي غالب الأحيان فان مثل هذه المحفزات موسمية وهو ما يعطي انطباع بان المدونات السعودية تفتقد للنقاشات الحادة .

أمر آخر يثير نقاشات حادة بين أفراد المجتمع السعودي يعود لعامل داخلي هذه المرة ومن المفترض أن تعكسه المدونات ( ولكنها لم تفعل ) وهو الصراع الإسلامي أليبرالي الموجود على مستوى الإعلام ومنعكس على مستوى المجتمع ، ولكن هذا الأمر لا يشاهد بشكل كبير على مستوى المدونات ! ولا اعلم السبب حقيقة ، يعني هل هناك حرج من البعض وأنا منهم في الدخول في مناقشات حادة حول مثل هذه المواضيع ، هل للمجاملات بين المدونين ومجارات بعضنا البعض في آراءه دور في شيوع مثل هذا الأمر !؟ يبدو لي أن هذا قد يقترب من السبب الحقيقي .

ومن هنا أنا كان لي رأي مخالف حول مسألة التجمعات التي تحصل بين المدونين أو إنشاء جمعيات أو من هذا القبيل وقلت في اللقاء الذي نشر في جريدة الاقتصادية أن مثل هذه التجمعات قد تخلق الشللية والمجاملات بين المدونين وقد ينعكس هذا الأمر على جدية التدوين أحياناً وتذوب المواضيع ولا يعود للنقاش الجدي والاختلاف دوره الذي من المفترض أن يسود بين المدونات .

المدونات الكويتية مستفيدة من الأرضية السياسية بوجود الانتخابات النيابية والتي كانت عامل مساعد لشيوع مبدأ الاختلاف وتغير وجهات النظر بين المدونين .

أخيراً أنا على استعداد تام لتكفيخ أي مدون سعودي تطبيقاً لمبدأ النقاش الحاد .. فمن يجرئ !؟
Twitter

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور

مشكوور علي مرموك ياستاذ عاطف